كما تعلمون تتصاعد النزعة المادية القميئة مؤخرا بشكل متسارع مما أدى لنشوء جيل من الإناث يقيمن نفسهن بالمال / المادة و بناءا على نفس معايير تقييم الجواري بالحرف ، و يعرضن انفسهن بنفس الطريقة تماما و لكن بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة من وسائل التواصل الاجتماعي…
في قديم الزمان كانت تقيم الجارية حسب جمالها و شكل عيونها و ليونة جسدها و لون بشرتها و نعومة شعرها و حجم أثدائها و استدارة حوضها و صوت غناءها… و هي نفس البضاعة التي تعرضها الجواري في عصرنا الحديث Online…
فالاختلاف في الكلمة الاخيرة فقط ما بين قديما و حديثا ، اما سياسات التسعير و التسويق و عرض البضائع المذكورة سابقا فهي واحدة….
فعندما تسمع الجواري عن فتاة محافظة تزوجت بدون مهر مادي عالي أو بدون ذهب و جبل من الدولارات ، تنتفض و كأنما قرصها عقرب تحاول الإنكار و التقليل من شأن تلك الفتاة كأنها رخيصة ، تريد بذلك سحبها لمستنقع تسعير الجواري و كلاب المال التي تعيش هي فيه ، و تستخدم الكلمة السحرية (المهر من حق الزوجة) التي تنجح في أغلب الاحيان في كبح جماح المنتقدين و كأن القائلة تفهم معنى المهر أصلا…
لم تسمع أحداهن بمهر سيدتنا فاطمة الزهراء و هي سيدة نساء أهل الجنة ، كان (درع) فقط و كان هدية من والد العروس (النبي عليه الصلاة و السلام) أي ان العريس (سيدنا علي) لم يشتره من ماله حتى ، و للمعلومة قد ساعد أشرف الخلق (والد العروس) في تجهيز بيت إبنته ببعض المستلزمات و لم يوقع (سيدنا علي) على قائمة منقولات في وقتها ، حيث لم تكن هذه العادة اليهودية منتشرة كما نشرها يهود مصر الآن و أصبحت من أركان الزواج في مصر…
اتمنى ان تكون لنا في تلك القصة عبرة و نستفيد منها في تزويج انفسنا و أبناءنا و بناتنا بعيدا عن السعار المادي العفن المنتشر الان…
كوتش كريم…
جزاك الله خيرًا