logo

النَّسويَّة تدمر الأطفال

النَّسويَّة تدمر الأطفال

النسوية تدمر الأطفال , ليس العنوان الذي اخترته ولم أرد يوما أن أكتب كلمة مثل تدمّر أمام كلمة مثل الأطفال , لكن هذا هو ما ينتظرنا فعلياً في مستقبل قريب لنا , يعيشه الغرب كحاضر اجتماعي مرير مُؤلم , العنوان هو مقدمة بحث للدكتورة موريل نيومان (Muriel Newman) الحاصلة على الدكتوراة في التعليم و إدارة الأعمال و رئيسة لمركز الأبحاث السياسية النيوزلندية و عضو في البرلمان النيوزيلندي .
من مقال بحثيٍ مطول،نشر على موقع مركز الأبحاث [مصدر1], بدأته بالعنوان , النسوية تدمّر الأطفال “Feminism Damages Children”

تناقش الدكتورة موريل في مقالتها بشكل خاص،تفكك الأسر نتيجة إرتفاع نسبة الطلاق والعلاقات خارج الزواج،و من ثم تقدم دراسات عن وضع الأطفال في الأسر المشتتة مع الحرمان من العناية الأبوية و في حضانة الأم فقط . و تستند في مقالتها الى دراسات قامت بها وزارة التنمية والشباب النيوزلندية لتأكيد النتائج .

في مقالها د.نيومان لا تتردد في الإشارة بأصابع الإتهام صراحة وعلانية للمجرم الحقيقي (الحركات النسوية) ،و القوانين الهدّامة التي قامت بفرضها هذه الحركات على المجتمع تحت ذريعة دعم المرأة،فوضعت كامل المجتمع بخطر و لم يتم هذا بحسن نية بل كان عن سبق الإصرار و بنية خبيثة منذ البداية، ولتأكيد ذلك تستشهد د.نيومان بأقوال مشاهير من النسوية الذين أعلنوها صراحة .

– النسوية ليندا غوردون (Linda Gordon) :
أستاذة علم الإنسانيات في جامعة نيويورك.
” يجب تدمير الأسرة النووية ( nuclear family : الأسرة التي تحتوي أب وأم فقط ) إن تفكيك و تدمير الأسرة النووية هو عملية ثورية موضوعية ” (تقصد الثورة النسوية)

– النسوية شيلا كورنين (Sheila Cronin):
قائدة المنظمة الوطنية للمرأة ( N.O.W )
” بما أن الزواج يشكل عبودية للمرأة , فمن الواضح أن الحركة النسائية يجب أن تركز على مهاجمة هذه المؤسسة , لا يمكن تحقيق حرية المرأة بدون إلغاء الزواج “

وغيرهم الكثير لكن سأقتصر على ذكر الأمثلة التي ذكرتها الدكتورة موريل , التي بعد توضيح خبث نوايا الجماعات النسوية و سعيهم الصريح لتدمير الأسرة النووية ( nuclear family : الأسرة التي تحتوي أب وأم ).

وتنتقل بعدها لتوضيح خطر قوانين تمكين المرأة ودعمها في حالة الطلاق ؛بسبب أن المكسبات من الطلاق تفوق نظيرتها داخل مؤسسة الزواج،وهذا يؤدي للجوء المرأة للطلاق بسبب أبسط المشاكل،بدل محاولة إصلاح المشكلة أو حتى التعايش معها و إعلاء مصلحة الأطفال مثلما كان الوضع سابقاً قبل إضافة هذه القوانين النسوية مستندة إلى إحصائيات و دراسات المحاكم المدنية .

وتذكر د.نيومان صراحة دور الأب الأساسي في تنشئة الطفل بقولها إن الأب هو حامي الطفل الأول و الأقوى في المجتمع و لتنشئة الأطفال تنشأة سليمة من الواجب وجود قدوة ذكرية.

ثم تنتقل للحديث عن حال الأطفال الذين نشؤوا بعيدا عن آبائهم ( أطفال الشقاق )وعاشوا تحت حضانة الأم فقط ،مستعينة بدراسة قامت بها وزارة التنمية الإجتماعية و الشباب و تم تقديم الدراسة لمجلس الوزراء النيوزلندي في عام 2011 [ مصدر 2 من موقع الحكومة النيوزلندية ]
توصلت الدراسة إلى التالي ( سأذكر بعض النقاط ) :

إن الأطفال الذين نشؤوا بدون أو بعيداً عن آبائهم ( تحت حضانة الأم فقط ) عانوا من التالي :
– 15 مرة احتمال أكبر أن يدخلوا السجون مقارنة بأقرانهم الناشئين في عوائل مكونة من أب وأم أو في حال وجود الأب في الصورة.
– 30% منهم سيتم إدانتهم بجرم في عمر المراهقة .
– 83% منهم سيكونون ضحايا لعنف أسري أو إهمال .
– النساء المطلقات أو الأمهات العازبات معرضات لخطر العنف المنزلي (من العشيق أو الزوج الثاني) 4 أضعاف أكثر من باقي النساء

واستعانت الدكتورة موريل بأبحاث للباحثة ليندزي ميتشل (Lindsay Mitchell) المتخصصة في مجال أبحاث الأسرة وأنظمة الرعاية الاجتماعية منذ عام 2001 لتؤكد دقة الأرقام و الإحصائيات الحكومية [ مصدر 3 ].

تشير بأصابع الإتهام و تذكر بشكل واضح المنظمات و اللوبيات النسوية التي كانت دوماً تضع العراقيل أمام أي مشروع لحماية الأطفال وإعادة هيكلة قوانين الأسرة لتكون مصلحة الأطفال في المقدمة. عوضاً عن ذلك استمروا بالضغط لتحقيق أهداف الإيديولوجيا الخاصة بهم من تحرير المرأة من كامل القيود الإجتماعية حتى وإن كان ذلك على حساب مصلحة المجتمع ومستقبله وسلامة أطفاله .

تختم الدكتورة موريل مقالها بتوصيات تشدد فيها على ضرورة إلغاء نظام الحضانة الأحادية , و إلغاء النظام المتحيز الذي يفضل الأم دوماً لحضانة الأطفال . بالإضافة الى أنظمة دعم الأمهات الوحيدات التي تشكل عبء اقتصادي على الدولة و الزوج و تشجع على إرتفاع معدلات الطلاق و الأمهات العازبات , و الاستعاضة عن ما سبق بنظام الحضانة المشتركة ،حسب مشروع قانون الحضانة المشتركة الذي تم تقديمه للبرلمان النيوزلندي [ مصدر 4 ]

بعد الإطلاع على مقالة الدكتورة موريل البحثية.
أختم بسؤال الى متى نسمح بدمار المجتمع بسموم مستوردة بشكل أيديولوجيات كالنسوية التي أثبتت ضررها و أثرها المدمر .
هل ننتظر اليوم الذي نرى فيه إحصائيات و دراسات مشابهة لكن عن أطفالنا وفي بلداننا ؟
إلى متى نضحي بمستقبل المجتمع و أثمن ما يملك . أطفاله على مذبح النسوية !
حماية المجتمع ومستقبله يبدأ بوضع حد للإيديولوجيا النسوية و إقرار قانون (الحضانة المشتركة) ليحمي المجتمع و أطفاله مستقبله .

 

بقلم : فاتح مراد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *